والأديب شبيه
بالعاشق ، يعرض له الخاطر فيستهويه ويسحره ولا يجرى في باله في أول الأمر شيء من
المصاعب والعوائق ولا يتمثل له سوى فكرته التي اكتظت بها شعاب نفسه، ولا ينظر إلا
إلى الغاية دون المذهب ، ويشيع في كيانه الإحساس بالأثر الذي سيحدثه، وقد يتصور
الأمر واقعاً ولا يندر أن يتوهم أنه ليس عليه إلا أن يتناول القلم فإذا به يجري
أسرع من خاطره، وإذا بالكتاب تتوالى فصوله وتتعاقب أبوابه.
وتصف
حروفه ويطبع ويغلف ويباع . ويقبل عليه الناس يلتهمونه وهم جذلون دهشون معجبون.
وإذا بصاحبه قد طبق ذكره الخافقين وسار مسير الشمس في الشرق والغرب وخلد في الدنيا
إلى ماشاءالله!!
" المازني"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق